الأحد، 24 مايو 2009

جاري أنت عزي ووقاري

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


مدخل:

منذ قديم العهد والعصور، أهمية الجار لا تختلف عن أهمية الدار، فالجار قبل الدار مقولة مشهورة، فالإنسان يختار جاره قبل أن يختار داره، ولكن ماهو حاصل هذه الأيام شيء غريب وعجيب، فالجار أصبح في الغالب أكثر مصادر الخطر والخوف لجاره، وأصبح الجار عبارة عن ساكن في نفس الحارة له الحرية في بيته ولا علاقة له بمن يقطن حوله ويشاركه نفس الهواء ونفس الحارة، فهل يا ترى انعدم مبدأ الجار أم خرج الناس عن تطبيق تعاليم الدين الحنيف أم أصبح أي شخص يسكن في أي مكان؟


/
\
/
\


أحيانا "أجدني" مقدما على زيارة جاري، ولكن وقبل تلك الزيارة أتردد./. هل سأثقل عليه؟ أم سيرحب بي من أعماق قلبه؟ هنا أقف بحيرة في أمري أمام منزل جاري أبومصلح .. الجار الجديد لنا في الحارة .. أريد أن أرحب به ولكن ..... ما نوع هذا الجار ؟ هل هو من النوع الذي يحترم جاره؟ أم يستغل جاره؟ أم الذي يعتبر الجار كأي ساكن في نفس مدينته؟ زادت حيرتي في أمري .. وعندما أوشكت أن أقرر القرار السليم .. خرج أبومصلح من أمام منزله وبكل عنف صرخ في وجهي "هيه انت .. ايه انت وش تسوي هنا ؟ وخر الموتر ولا عاد أشوفك قدام بيتي" فاكتشفت ان القرار الذي أوشكت أن أختاره لا يمت للسلامة بصلة

ولكن وبرغم كل هذا العنف الذي استقبلني به .. التمست له العذر بأنه جديد ولا يعرف جيرانه ومعادنهم .. وأنه لا يعرف بما أنوي القيام به .. فاقتربت منه مصافحا بابتسامه .. وأقبل علي ويده على اتم الاستعداد ليقوم بضربي وملامح وجهه تعبر عن ترحيبه بوجنتيَّ صافعا .. ولكني استبقت الأحداث ورحبت به بحرارة وأخبرته أني جاره في احد البيوت المقابلة .. وأنه ومنذ لحظة التجهيز للسكن في حارتنا المصون .. وانا متهللا ومستبشرا به .. ولكن صعقني بأن قال "هلا هلا .. بس وخر عن الموتر لا يتمخش" !!

بصراحة تامة، ذابت كل تعابير الترحيب في وجهي .. وتمنيت أنني لم أنسَ المفاتيح في منزلي لأقوم "بتمخيش" سيارته بكل عنف وأمام ناظريه كي يعتبر ويحترم من جاءه مرحبا ومهللا، ولكني آثرت الانصراف بابتسامة الذي لم يفقه شيئا مما دار حوله وأدبرت عنه دون أدنى كلمة وانصرفت، انتهى الموقف عمليا، ولكنه لم ينتهي فكريا!! فما زلت أفكر فيه وأنتقد هذا الجار حتى زرت جاري الآخر أبوناصر لأبارك له بالمولودة الجديدة التي رزق بها قبل أيام قليلة، واستغليت وجود عدد من السيارات قبالة بيته مما يعني أنه مستعد للضيوف ولن يشق نفسه بأمور الضيافة من شاي وقهوة وإن استلزم الأمر وجبة عشاء مغرية لقبول العزيمة (هههه ضيف ثقيل)

وحين قرعت الجرس وخرج لي أبوناصر وعلى وجهه ابتسامة الترحيب .. فكرت أن أكتفي بالمباركة له عند الباب كي لا أثقل عليه .. فأنا أجهل نوعية ضيوفه هذه اللحظة ولا أعلم ماهي المناسبة تحديدا لاجتماعهم عنده .. ولكنه جزاه الله خيرا قد قام بدعوتي للدخول إلى مجلسه وأصر على أن أشاركه وضيوفه فنجان قهوة على الأقل، وفعلا قد قمت بالدخول بعد الإلحاح .. وباركت له على المولودة الجديدة وعرفت أن قد سماها منال (أصلحها الله وجعلها بارة بأبيها) وقد كانت التسمية على اسم أخته الكبرى المتوفاة قبل سنتين في حادث مروري .. وعندما استغرقت عشر دقائق في مجلسه .. رأيت أن لا أطيل الجلوس أكثر .. فأنا مجرد ضيف عابر قام بواجب المباركة والزيارة .. وهممت بالخروج بعد أن استأذنت من الحاضرين .. وعندما خرجت من المجلس وأنا أنتعل حذائي (أجلّكم الله) سمعت أحد الحاضرين يسأل أبوناصر "منهو ذا؟ هذا واحد غير جارك الغثيث اللي ذاك اليوم" وفورا رد عليه أبوناصر "ايه هذا جاري الثاني الغثيث! والله ما تمر مناسبة الا وهو ناشب لي عند الباب وما على لسانه الا يا خلفهم وياخلفهم" ويقوم أحد الحاضرين بالرد عليه "يا شيخ وش سوى يعني ؟ جزاه الله خير راعي واجب ويقدر الرجاجيل" ولحقه فورا رد أبوناصر "الرجاجيل يبغالهم رجاجيل يقدرونهم موب ناس مثل هذا .. إذا راح الصراف مع جماعته يخليهم ينزلون الصراف يصرفون فلوس وهو يدربي ذا الراس وراهم كنه كمخه" !! يا الله .. مر علي هذا الكلام كالصاعقة!! فلم أتوقع أن تكون وجهة نظره في زياراتي له كتلك التعليقات الساخطة التي أسمعها

وانا الذي وبكل حسن نية أزوره وأقوم بالواجب تجاهه لأنه جاري ومن الجيران المحافظين على الصلاة في المسجد !! أهكذا يكون رأيه ؟ ليتني لم أسمعها بأذني كي لا أصدق ما حصل وأنكره فورا .. لمَ الترحيب إن كان ساخطا مني ؟ وما شأنه في أهلي وطريقة تعاملي معهم؟ ولم يتهمني في رجولتي لأسباب أتفه من رأيه؟ ولمَ الغيبة والطعن في الظهر؟ وممن ؟ من جاري العزيز؟ الذي لو طلبني روحي لأهديتها له؟ هل هذا حق الجار على الجار؟ أن يتم اتهامه لأقل سبب؟

ههههههه يا لها من دنيا عجيبة .. الجار يا إخوتي كنز يجب على الجميع استثماره .. فيكفي أنه قد يتواجد في الحارة في أوقات غيابكم .. فيلحظ شيئا ويصلحه في غيابكم ..

جارك أخياه .. جارك أخياه .. الله الله بالجار فهو والله مصدر الفخر والعزة وهو الأسرة الخارجية لك وهو من أكبر مصادر الأجر لك

/

\

/

\

مخرج:

جاري .. أنت مصدر فخري واهتمامي .. اعلم أنك يا أبوناصر سوف تقرأ هذه الرسالة .. لا أريد أن تناقشني أبدا بما حدث .. فأنا قد سامحتك وأطلب منك الصفح والعفو إن تسببت في مضايقتك يوما .. مع أن تصرفاتي مع أسرتي لا يفترض أن تقحم نفسك بها .. وليس هذا محور حديثنا .. ولكن أنت مسموح ويؤسفني أن أخبرك بأني لن أقطع عادتي بزيارتك و(توجيبك)



من مقالاتي:

تقديم: هكذا دحرجتني الحياة


بسم الله الرحمن الرحيم

هذه أول دحرجاتي .. وسوف أقدم بها سلسلتي المقالية الأولى .. هكذا دحرجتني الحياة .. فأتمنى أن تحقق الأهداف المنشودة والمرجوة .. وأبدأ كتاباتي بسلسلة من الدحرجات .. تتقدمها دحرجة


مدخل:

حياة الإنسان مليئة بالدروس، هذه الدروس تتمثل في عقبات تجاوزها يزيد من خبرة الإنسان وثقافته .. فهل نحرص على تكوين ثقافة تفيدنا وترفع الرأس عاليا؟ أم لا نبالي فتتكون ثقافة في أشياء تافهة تسيطر علينا فتصبح جل اهماماتنا .. وعظيم أهدافنا وطموحاتنا؟ لا تشرف المتحدث بها ولا تسر المثقف بها

نَعِيبُ زَمَانَنَا وَالعَيْبُ فِينَا ..........
.......... وَلَا لِزَمَانِنَا عَيْبٌ سِوَانَا
\
/
\
/

لعل أول أسباب عزمي على كتابة هذا المقال .. هو "حومة كبدي" من واقع نعيشه، كان في عصر من العصور السالفة مجرد خيال يحلم به كل شاب يافع، فيحزن من بعض تخيلاته، ويطمح لتحقيق البعض الآخر.

فقد كان جدي رحمه الله في ريعان شبابه يحلم بأن يصلي الفجر في الأحساء والظهر في الرياض والعشاء في الطائف، ولكن .. يا لها من أحلام، دائما ما كان يتكلم بأحلامه لرفاقه اللذين أعتبرهم بوجهة نظري الشخصية {سخرية تحطيمية} فكانوا يحطمون آماله وأحلامه بتعليقات ساخرة تصيبه بالإحراج، ما جعله يكتم أحلامه وأهدافه، ولكن .. سرعان ما أصبح هذا الخيال وهذه الأحلام حقيقة وواقع نعيشه حاليا، فالمسافة بين الأحساء والرياض لا تتعدى ثلاث ساعات، والمسافة بين الرياض والطائف لا تتعدى الست، إلا إن كانت السيارة "قرمبع" من عيار "سلندر ونصف" !! ونحن كشعب سعودي محافظ نحافظ على مواعيدنا بدرجة كبيرة تفوق الخيال، فبمجرد أن "نمسك الخط"، تجدنا نحرص على أن نسابق هبات الرياح لكي نصل في أسرع وقت! وكأن هناك ضحية تنتظرنا لننقذها!!

جدي رحمه الله كان يفضفض لنا من تاريخ خياله وأحلامه وبعضا من واقع حياته، فهذه القصة حفرت أنيابها خنادقا في أعماق خاطري الضيق، ما جعلني أربطها باحداث وواقع نعيشه حاليا !! فأنا شخص ورثت الأحلام من جدي، وأصبحت أحلم أن أرى فلسطين كاملة، دولة مسلمة مستقلة، وأحلم أن أرى السائق السعودي يلتزم بأنظمة السير وقوانينه، وأحلم وأحلم وأحلم، والكثير من الأحلام التي سوف أترجمها لكم في سطور مختصرة، تحكي واقعنا الذي نعيشه كل يوم، وتسخر من خيالنا الذي يتحول إلى واقع، بفعل غيرنا .. وليس بفعلنا وإرادتنا التي لو حركناها، لاستطعنا من خلالها تحريك زلزال عالمي بعد إرادة الله عز وجل!

ولأننا شعب لا نحب الفلسفة الزائدة، والمقالات النثرية المطولة، سوف أحاول أن أختصر دحرجاتي بقدر المستطاع، لكي أطمئن على مستقبل مقالاتي، بأن تتم قراءتها .. ومن ثم حذفها، ولا يتم اختزال العملية إلى فتح الرسالة ومن ثم تكريمها بالنقل إلى سلة المهملات
\
/
\
/

مخرج:

ليست كل الطموحات تتحقق .. ولكن .. صدق النوايا والإصرار يحقق المستحيل .. بعد مشيئة الله

دَحْرَجَاتِي تُعَبِّرُ عَنْ وُجْهَةُ نَظَرِي الشَّخْصِيَّةُ .. وَلَيْسَتْ مُقْتَبَسَةٌ مِنْ مَصَادِرَ مَوْثُوقَةٌ .. فَالمَصْدَرُ الوَحِيْدُ .. هُوَ عَقْلِيَ النِّصْفِيُّ !!
وَخِتَامَاً .. لاَ أُضِيفُ إِلاَّ طَلَبٌ بَسِيطٌ .. وَهُوَ دَعْوَةٌ فِي ظَهْرِ الغَيْبِ لِي وَلِوَالِدِيَّ