الأحد، 28 يونيو 2009

وجهات النظر .. صواب الاختلاف

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحية طيبة وبعد

استكمالا لما قد طرحته في السابق ضمن سلسلة هكذا دحرجتني الحياة .. أطرح هذه الرسالة لتكون الحلقة الثالثة من ضمن السلسلة

مدخل

يحس الإنسان بخيبة أمل عندما تلتقي مرارة وضوح خطئه مع فرحة الانتصار في من يعارض وجهة نظره، وا خيبتاه .. فبعد كل تلك النقاشات والمجادلات والمحاولة اليائسة لبلورة وجهة نظره، تأتيه الصاعقة بأن ما كان يتحدث فيه ويتناقش ويجادل دفاعا عنه، مجرد "كلام فاضي" وخطأ في خطأ! ترى كم من المواقف المشابهة مرت بك؟ سواء بنفس المشاعر أو بخلافها؟
ذكر أحدهم في إحدى رسائل البريد الإلكتروني ذات يوم، أن مجموعة من علماء الاجتماع قرروا إجراء تجربة تدور حول علومهم وبحوثهم، فاختاروا أربعة "عميان" ووضعوهم في غرفة وأدخلوا عليهم فيل! وأخبروهم بأن هذا فيل وعليهم معرفته، فأمسك أحدهم بأذن الفيل وأمسك الآخر برجله وأمسك الثالث بخرطومه وأمسك الأخير بذيله، وبعدها أخرجوا الفيل وتركوا العميان لوحدهم، فقال الأول: الفيل كقطعة القماش، وقال الثاني: كلا .. بل الفيل كالعمود الضخم، وقال الثالث: كلكم على خطأ لأن الفيل كالأفعى ولا دخل له بالقماش أو العمود، فهو يلتوي بحركة مرنة، وقال الأخير: أحترم وجهة نظركم، ولكن الواقع هو أن الفيل كالمكنسة الناعمة، نعم فإن من قال أنه كالقماش لم يلحظ قساوة متن الفيل، ومن قال فيكم أنه كالعمود لم يلحظ أنه دقيق ولكن اسم الفيل يشعرك بالضخامة، ومن قال أن الفيل كالأفعى لم يدرك الشعر الذي في طرفه فكيف بالأفعى أن يكون لها شعر؟
هذه قصة يعتبرها البعض واضحة المعالم .. فكل منهم يتكلم من وجهة نظره واحترام وجهة النظر واجب قبل المناقشة في خلافها، ولكن هناك نقطة يجب أن تكون واضحة المعالم! فالمغزى الحقيقي من هذه القصة حتى ولو لم تكن حقيقية أبعد بكثير، فنحن تجاه أي شيء نجهله في الحياة عموما كالعميان عنه، ولكن بمجرد أن نعرف طرف الأمر نعتقد في أنفسنا أننا عرفناه كاملا، فنحارب دفاعا عن رأينا، وهذا لا يمت للصواب بأي صلة، نعم فالدنيا تؤخذ من كل النواحي وكون أننا عرفناها من ناحية واحدة أو رأينا الأمور من زاوية واحدة، فهذا لا يعني أن الآخرين مخطئين في وجهات نظرهم .. ولكن ربما لو جمعنا كل تلك الزوايا واستفدنا من الرأي الآخر، سوف نتنور للحقيقة التي طالما اعتقدنا أننا نعرفها وخبراء فيها، فلو جمعنا أن الفيل من ناحية أولى كالقماش ومن ناحية ثانية كالعمود ومن ناحية ثالثة كالأفعى ومن ناحية رابعة كالمكنسة لأعدنا الفحص واستنتجنا أن للفيل أربعة عواميد وقطعتين قماش ملتصقة برأسه وأفعى في مقدمة رأسه ومكنسة تأتي بعد الأعمدة الأربع! وبالتالي سنرى الفيل كاملا وأنه ليس شيئا من الأربع أشياء المذكورة سابقا .. إنما عبارة عن اجتماع أمثلة لكل ما سبق .. ولرأيناه في تفكيرنا حتى ولو لم نشاهده واقعيا، آه لقد أطلت في التحدث عن الفيل والعميان ونسيت صلب الموضوع! ولكن يكفي أن نخلص إلى حكمة رائعة جدا من القصة، وهي أنه من الخطأ أن نعتقد في خبرتنا الكمال والتمام ونقول في دواخلنا أنا مررنا بما فيه الكفاية لأن نكون ملمين بجميع نواحي الأمور .. ونكون على ثقة عمياء في أنفسنا بان ما يخالف ما نعرف خطأ، لا داعي للجدال والتعصب لوجهة نظر نعتقد في أنفسنا أننا نعلمها تمام العلم، بل الأفضل أن نترك المجال للطرف الآخر لأن يشرح وجهة نظره، نستمع له بإنصات، ومن ثم نجعل النقاش عن كيفية ربط وجهات النظر ببعضها لنصل إلى الحقيقة التي ربما تكون خبراتنا وآراؤنا ووجهات نظرنا جزءا بسيطا منها، فبذلك نستفيد من الآخرين ونفيدهم بخبرتنا أحيانا تكون وجهات النظر خاطئة ولكن تجد الطرف الآخر يتمسك في رأيه ويرفض النقاش لتفاهته ولكنه يجهل أنه على خطأ، لا تهتم، من حق الشخص عندما يناقشك أن يعرض عليه رأيه ومن حقك عليه أن يستمع لرأيك، ولكن ليس من حقه أن يطالبك بتغيير رأيك لأنه يخالفه، ولا من حقك أن تطالب الآخر بأن يغير رأيه، ولكن المفتاح الرئيسي للإقناع هو أن تكون على صواب وأن تعرض رأيك بمهارة تجبره على أن يقتنع دون أن تطلب منه ذلك، والأهم من ذلك كله .. أن تحترم حقه في الحديث وأن لا تكون المتحدث الوحيد وأن تطيل الحديث وتكثر من ضرب الأمثلة، فهي مهمة لك ولكنها تصيب الطرف الآخر بالملل من النقاش معك!
مخرج

جميل أن نكسب ود الآخرين بمخالفة وجهة نظرنا لوجهة نظرهم! وذلك بحسن الخلق في اتباع أفضل وسائل الحوار التي تكسب الآخرين حبك دونما أي مجهود منك

دحرجاتي من أعماق عقلي .. وليست من مصادر أخرى، لذلك لن أحلل وأبيح من يسرقها .. أحبذ الاقتباس مع ذكر المصدر .. ولكن لو لزم النقل إجمالا .. لا تنسى أخي ذكر الكاتب والمصدر لحفظ الحقوق

الاثنين، 15 يونيو 2009

التخطيط وراء كل نجاح

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أستكمل معكم سلسلتي التي شاء الله بظروف قاهرة أن أتوقف عن نشرها لفترة وها قد عدت لكم من جديد

ما الذي يحصل عندما نكتشف أن قراراتنا المتعجلة وتصرفاتنا غير المحسوبة فشلت في أداء المطلوب وتحقيق الغاية ؟ هل نتحطم ونصاب بالاكتئاب ؟ وإن حصل ! هل هذا الشعور منطقي ؟

دعونا نستكمل سلسلة هكذا دحرجتني الحياة بالحديث عن هذا الموضوع





مدخل:

تتحرك بنا ظروف الحياة وتقلباتها ونحن نعيشها كل يوم دون أدنى ملاحظة لما فعلناه خلالها .. وتفكير في تقييم أفعالنا وتقويمها للاستفادة من ذلك في الحصول على "غد واعد" بالخير ونجاح متكامل. كثيرة هي تلك المواقف التي تمر علينا نتخذ فيها قرارات منهجها التعجل .. فما إن تصيب، حتى نشعر بأننا من عظماء العالم ولا بد للتاريخ أن يسجل أفعالنا مع كبار الشخصيات التاريخية وتدوننا الروايات كأساطير وخارقين! لم هذا الشعور ؟ ولماذا لا يطبق فعلا فنجد أنفسنا محور حديث المؤرخين ونقطة تمحور حديث الدواوين والمجالس؟

/
\
/

يؤسفني أن أتحدث عن نفسي كمثال واقعي لموضوعي .. ولكن للمصداقية ضريبة وإن كنت أنا تلك الضريبة. كثيرا ما أجدني متعجلا في اتخاذ القرارات، وأكثر تعجلا في التطبيق، وكأني واثق تمام الثقة في تصرفاتي ولكن .. سرعان ما يتبين لي أن حرصي على النجاح السريع هو أحد أسباب فشلي في تحقيق الكثير من الأهداف التي رجوت تحقيقها! ولا أقف عن حد، وأتمهل وأدرس طريقة تحقيق هدفي، بل أعيد الكرة وأتعجل وهكذا، ولكن لكل أمر حد ولكل صبر نفاذ. نعم فهذا هو واقع معظم الشباب، تجده يحرص على السرعة في كل أموره، لم يتعود على الصبر والإصرار على النجاح فحينما يريد أن يحقق شيئا يتبع أسرع الطرق! وعندما يكتشف انه يسير في المسار الخطأ، سرعان ما يتراجع ويقف ولا يكمل مسيرته وهو في تمام الاعتقاد بأنه فشل وأنه لن يحقق هدفه ما دامت الظروف لا تتناسب مع الطرق السريعة.

على سبيل المثال، شاب تخرج من الثانوية، لم يحرص وهو في المرحلة السابقة أن يحقق نتيجة تعطيه أملا للتسجيل في جامعة يرغب بها وتخصص يتناسب مع طموحاته، بل تسود عليه مقوله "خلها على ربك" فتجده يتدحرج بين الواسطات وعلاقات والده ومعارفه حتى يستقر به المركب على كلية تعطيه دبلوم متوسط أو تخصص جامعي يبشره بمستقبل مظلم كالهندسة الزراعية التي تشبعت بلادنا منها، أو يدخل في مجال لا يرغبه ككلية شهادتها ضعيفة ودراستها تحتاج لأمجاد وخارقين لاجتياز عقباتها وبعض المعلمين ممن يعتقدون في أنفسهم أرخميدس وأفلاطون ونيوتن مصابين بجنون العظمة ونرجسية تضاهي غرور ابليس للأسف. والنهاية معروفة، أن تتشبع المقاهي والشواطئ والطرقات من هؤلاء الشباب الذين وضعوا نصب أعينهم مسارين .. النجاح السريع بدون تعب .. أو الفشل الذريع وهو الأرجح غالبا. فتجده يتحطم لأنه لا يملك فيتامين الواسطة، متناسيا أنه بإمكانه صعود السلم درجة درجة، فعندما تنصحه بأن يشغل أي وظيفة تتناسب مع قدراته الفعلية بأي راتب مهما كان متواضعا، يقول لك ولم أضيع وقتي في وظيفة لا تنفع! معتقدا في نفسه بان مصباح علاء الدين سوف يظهر له يوما ما ويحقق له أمانيه براتب جيد وكرسي وطاولة وجهاز كمبيوتر وإيميل وسوليتير وانترنت! هل هذا طموح؟ أين الشاب الذي يصر على النجاح وإثبات ذاته ونفسه؟ أين الشاب الذي يتحمل؟ أين الشاب .. الرجل !

ليست الراحة هي المبتغى .. فلكي تعرف الراحة .. يجب أن تعرف التعب، في مثالنا هذا وهو الشاب الحالم وليس الطموح، لو انه فكر قليلا في نفسه وبما أن قطار الدراسة الثانوية التي تفتح له مجال دراسة جامعية خصبة قد فاته ولم يلحقه، يجب عليه أن يحاول إكمال الدراسة الجامعية باللتي واللتيا، ومهما كلف الثمن، أما إن لم يقتنع بهذه الفكرة فيستطيع أن يشغل وظيفة يضيع عليها وقته الثمين الذي يوفره من أجل الشباب والفلة والاستراحة والطلعات والروحات والجيات وما إلى ذلك من حركات شباب (هاليومين) التي يؤسفنا أن نتحدث عنها، فحينما يكسب هذا الشاب خبرة في مجال معين لعدة سنوات كان من الممكن أن يكون فيها عاطلا لا عمل له، ويكون قد زاد دخله بعد أن يثبت تواجده على مرالسنين ويفرض نفسه على الجهة التي يعمل لديها وتصبح بحاجة ماسة له، عندها يصبح لديه مؤهل الخبرة الذي من الممكن أن يغني عن مؤهل الشهادة الدراسية التخصصية! وبالتالي يكون قد خطط تخطيطا ناجحا، وألجم أفواه من اعتدوا عليه بتعليقاتهم الساخرة وامتعاضهم المستمر له حتى ولو كان بنظرة ازدراء له، وقتها يكون شابا ناجحا استغل ظروف قاهرة لتحقيق حياة زاهرة!

طبعا ليس هذا المثال هو محور حديثي .. فالأمثلة كثيرة .. ولكنه أقرب الأمثلة لكم إخواني القراء أستطيع من خلاله أن أدحرج ما بداخلي فتصل الفكرة

أخي القارئ .. لا يوجد نجاح دون تعب، فعندما تتحدث عن هدف يحكم مسار حياتك، يجب أن تأخذ في الحسبان أربع نقاط مهمة: التخطيط الناجح، المحاولة والتصرف بحكمة، الإصرار وقبل ذلك التركيز في تحقيق هذا الهدف! نعم فلا يوجد شيء اسمه نجاح بالسرعة التي تتصورها إلا بظروف نادرة ولا تكن هذه الظروف هي الهدف .. فالظروف عامل يساعد في تحقيق الهدف وليست هي الهدف بعينه. عندما تريد أن تحصل على وظيفة تتناسب مع طموحاتك، يجب أن تعمل جيدا لهذا الهدف، فهو هدف يتحكم بمستقبلك (بعد مشيئة الله طبعا) فيجب أن تدرس دراسة جيدة وتحرص على التفوق فيها، فمن اعتاد التفوق يصبح سهلا عليه.

أنا لا أتحدث عن مثاليات وأمور يعد تحقيقها من صعاب الأمور بل أشياء سهلة بالإمكان دحرجتها بسهولة ولكن لها قليلا من المرارة وتحتاج لمجهود بسيط وتستصعبها النفس البشرية لأنها تشتهي السهل السريع الممتع .. بينما تجهل أنفسنا أن متعة النجاح الحقيقي هي المتعة الحقيقية .. فنجاحك في دينك ثمرته جنة لا يتسع الخيال ولا الوصف لها. فهي المتعة الحقيقية. وثمرة الإصرار والمحاولة مع التعلم من الفشل .. هي تحقيق الأهداف بشكل ناجح ونجاح حقيقي "ممتع"


مخرج:

تعلمت في حياتي أن أسجل أهدافي .. أكتبها في مذكرة ترافقني في حلي وترحالي .. لا أتركها ولا تتركني .. أسجل فيها كل هدف ومتطلباته وتعليقاتي عليه من أولوية وأهمية واحتياجي له واحتياجاته نفسه .. بدأت أزيد نجاحي نجاحات متلاحقة .. حيث تنظمت حياتي .. فبالتنظيم أحصل على أهدافي لأني أركز عليها .. فهل لك أخي أن تحرص على أهدافك وتهتم بها أكثر ؟؟

كنت معكم
دحروج الفاهي

مدونتي

وقفة:
لـ ن أحلل أو أبيح من ينقل دحرجاتي دون ذكر المصدر (الكاتب والمجموعة) فلقد كلفني هذا المقال جهدا فكريا ودحرجات موجعة ووقت أضيعه في صياغتة أفكاري وترتيب دحرجاتي