الاثنين، 15 يونيو 2009

التخطيط وراء كل نجاح

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أستكمل معكم سلسلتي التي شاء الله بظروف قاهرة أن أتوقف عن نشرها لفترة وها قد عدت لكم من جديد

ما الذي يحصل عندما نكتشف أن قراراتنا المتعجلة وتصرفاتنا غير المحسوبة فشلت في أداء المطلوب وتحقيق الغاية ؟ هل نتحطم ونصاب بالاكتئاب ؟ وإن حصل ! هل هذا الشعور منطقي ؟

دعونا نستكمل سلسلة هكذا دحرجتني الحياة بالحديث عن هذا الموضوع





مدخل:

تتحرك بنا ظروف الحياة وتقلباتها ونحن نعيشها كل يوم دون أدنى ملاحظة لما فعلناه خلالها .. وتفكير في تقييم أفعالنا وتقويمها للاستفادة من ذلك في الحصول على "غد واعد" بالخير ونجاح متكامل. كثيرة هي تلك المواقف التي تمر علينا نتخذ فيها قرارات منهجها التعجل .. فما إن تصيب، حتى نشعر بأننا من عظماء العالم ولا بد للتاريخ أن يسجل أفعالنا مع كبار الشخصيات التاريخية وتدوننا الروايات كأساطير وخارقين! لم هذا الشعور ؟ ولماذا لا يطبق فعلا فنجد أنفسنا محور حديث المؤرخين ونقطة تمحور حديث الدواوين والمجالس؟

/
\
/

يؤسفني أن أتحدث عن نفسي كمثال واقعي لموضوعي .. ولكن للمصداقية ضريبة وإن كنت أنا تلك الضريبة. كثيرا ما أجدني متعجلا في اتخاذ القرارات، وأكثر تعجلا في التطبيق، وكأني واثق تمام الثقة في تصرفاتي ولكن .. سرعان ما يتبين لي أن حرصي على النجاح السريع هو أحد أسباب فشلي في تحقيق الكثير من الأهداف التي رجوت تحقيقها! ولا أقف عن حد، وأتمهل وأدرس طريقة تحقيق هدفي، بل أعيد الكرة وأتعجل وهكذا، ولكن لكل أمر حد ولكل صبر نفاذ. نعم فهذا هو واقع معظم الشباب، تجده يحرص على السرعة في كل أموره، لم يتعود على الصبر والإصرار على النجاح فحينما يريد أن يحقق شيئا يتبع أسرع الطرق! وعندما يكتشف انه يسير في المسار الخطأ، سرعان ما يتراجع ويقف ولا يكمل مسيرته وهو في تمام الاعتقاد بأنه فشل وأنه لن يحقق هدفه ما دامت الظروف لا تتناسب مع الطرق السريعة.

على سبيل المثال، شاب تخرج من الثانوية، لم يحرص وهو في المرحلة السابقة أن يحقق نتيجة تعطيه أملا للتسجيل في جامعة يرغب بها وتخصص يتناسب مع طموحاته، بل تسود عليه مقوله "خلها على ربك" فتجده يتدحرج بين الواسطات وعلاقات والده ومعارفه حتى يستقر به المركب على كلية تعطيه دبلوم متوسط أو تخصص جامعي يبشره بمستقبل مظلم كالهندسة الزراعية التي تشبعت بلادنا منها، أو يدخل في مجال لا يرغبه ككلية شهادتها ضعيفة ودراستها تحتاج لأمجاد وخارقين لاجتياز عقباتها وبعض المعلمين ممن يعتقدون في أنفسهم أرخميدس وأفلاطون ونيوتن مصابين بجنون العظمة ونرجسية تضاهي غرور ابليس للأسف. والنهاية معروفة، أن تتشبع المقاهي والشواطئ والطرقات من هؤلاء الشباب الذين وضعوا نصب أعينهم مسارين .. النجاح السريع بدون تعب .. أو الفشل الذريع وهو الأرجح غالبا. فتجده يتحطم لأنه لا يملك فيتامين الواسطة، متناسيا أنه بإمكانه صعود السلم درجة درجة، فعندما تنصحه بأن يشغل أي وظيفة تتناسب مع قدراته الفعلية بأي راتب مهما كان متواضعا، يقول لك ولم أضيع وقتي في وظيفة لا تنفع! معتقدا في نفسه بان مصباح علاء الدين سوف يظهر له يوما ما ويحقق له أمانيه براتب جيد وكرسي وطاولة وجهاز كمبيوتر وإيميل وسوليتير وانترنت! هل هذا طموح؟ أين الشاب الذي يصر على النجاح وإثبات ذاته ونفسه؟ أين الشاب الذي يتحمل؟ أين الشاب .. الرجل !

ليست الراحة هي المبتغى .. فلكي تعرف الراحة .. يجب أن تعرف التعب، في مثالنا هذا وهو الشاب الحالم وليس الطموح، لو انه فكر قليلا في نفسه وبما أن قطار الدراسة الثانوية التي تفتح له مجال دراسة جامعية خصبة قد فاته ولم يلحقه، يجب عليه أن يحاول إكمال الدراسة الجامعية باللتي واللتيا، ومهما كلف الثمن، أما إن لم يقتنع بهذه الفكرة فيستطيع أن يشغل وظيفة يضيع عليها وقته الثمين الذي يوفره من أجل الشباب والفلة والاستراحة والطلعات والروحات والجيات وما إلى ذلك من حركات شباب (هاليومين) التي يؤسفنا أن نتحدث عنها، فحينما يكسب هذا الشاب خبرة في مجال معين لعدة سنوات كان من الممكن أن يكون فيها عاطلا لا عمل له، ويكون قد زاد دخله بعد أن يثبت تواجده على مرالسنين ويفرض نفسه على الجهة التي يعمل لديها وتصبح بحاجة ماسة له، عندها يصبح لديه مؤهل الخبرة الذي من الممكن أن يغني عن مؤهل الشهادة الدراسية التخصصية! وبالتالي يكون قد خطط تخطيطا ناجحا، وألجم أفواه من اعتدوا عليه بتعليقاتهم الساخرة وامتعاضهم المستمر له حتى ولو كان بنظرة ازدراء له، وقتها يكون شابا ناجحا استغل ظروف قاهرة لتحقيق حياة زاهرة!

طبعا ليس هذا المثال هو محور حديثي .. فالأمثلة كثيرة .. ولكنه أقرب الأمثلة لكم إخواني القراء أستطيع من خلاله أن أدحرج ما بداخلي فتصل الفكرة

أخي القارئ .. لا يوجد نجاح دون تعب، فعندما تتحدث عن هدف يحكم مسار حياتك، يجب أن تأخذ في الحسبان أربع نقاط مهمة: التخطيط الناجح، المحاولة والتصرف بحكمة، الإصرار وقبل ذلك التركيز في تحقيق هذا الهدف! نعم فلا يوجد شيء اسمه نجاح بالسرعة التي تتصورها إلا بظروف نادرة ولا تكن هذه الظروف هي الهدف .. فالظروف عامل يساعد في تحقيق الهدف وليست هي الهدف بعينه. عندما تريد أن تحصل على وظيفة تتناسب مع طموحاتك، يجب أن تعمل جيدا لهذا الهدف، فهو هدف يتحكم بمستقبلك (بعد مشيئة الله طبعا) فيجب أن تدرس دراسة جيدة وتحرص على التفوق فيها، فمن اعتاد التفوق يصبح سهلا عليه.

أنا لا أتحدث عن مثاليات وأمور يعد تحقيقها من صعاب الأمور بل أشياء سهلة بالإمكان دحرجتها بسهولة ولكن لها قليلا من المرارة وتحتاج لمجهود بسيط وتستصعبها النفس البشرية لأنها تشتهي السهل السريع الممتع .. بينما تجهل أنفسنا أن متعة النجاح الحقيقي هي المتعة الحقيقية .. فنجاحك في دينك ثمرته جنة لا يتسع الخيال ولا الوصف لها. فهي المتعة الحقيقية. وثمرة الإصرار والمحاولة مع التعلم من الفشل .. هي تحقيق الأهداف بشكل ناجح ونجاح حقيقي "ممتع"


مخرج:

تعلمت في حياتي أن أسجل أهدافي .. أكتبها في مذكرة ترافقني في حلي وترحالي .. لا أتركها ولا تتركني .. أسجل فيها كل هدف ومتطلباته وتعليقاتي عليه من أولوية وأهمية واحتياجي له واحتياجاته نفسه .. بدأت أزيد نجاحي نجاحات متلاحقة .. حيث تنظمت حياتي .. فبالتنظيم أحصل على أهدافي لأني أركز عليها .. فهل لك أخي أن تحرص على أهدافك وتهتم بها أكثر ؟؟

كنت معكم
دحروج الفاهي

مدونتي

وقفة:
لـ ن أحلل أو أبيح من ينقل دحرجاتي دون ذكر المصدر (الكاتب والمجموعة) فلقد كلفني هذا المقال جهدا فكريا ودحرجات موجعة ووقت أضيعه في صياغتة أفكاري وترتيب دحرجاتي

هناك 5 تعليقات:

  1. اراك استههلت بقولك "استكمالاً .. ولا أرى قبل هذا الموضوع شيء..

    اسلوب الكتابي جميل جداً

    تقبلي مروري أخي

    ردحذف
  2. ظلمت خريجي كلية الزراعة والذين وصفتهم بالهندسة الزراعية، للعلم فإن الكلية تخرج اكثر من 8 تخصصات وكلها من التخصصات العلمية والميدانية النافعة، ولكن السبب الحقيقي وراء عدم بروز القلة من خريجي كلية الزراعة وهو شعورهم المخجل وسماعهم لكلام المجتمع عن كلية الزراعة ومافي وظائف وغيرها من الترهات، ولذلك احب ان اقول بأن الوطن بحاجة لخريجي كلية الزراعة بكثرة وفقط للمتفائلين والعاملين بعد تخرجهم في الزراعة ولم يعملوا في قطاعات أخرى كالصحة او التعليم او غيرها.
    على سبيل المثال، انا من خريجي كلية الزراعة وتوظفت مباشرة في قطاع حكومي عالي المستوى براتب لايقل عن 9 الالاف ريال وبعد اربع سنوات وبعد أن استقلت من الوظيفة السابقة واكملت الماجستير أخذتني هيئة حكومية رفيعة المستوى براتب يقارب 20 الف ريال.
    وانا ابحث عن مهندسين بستانيين (زراعيين)لشغل وظيفة لدى الهيئة ولم اجد وبعضهم لايريد الرياض وغيرها من الشروط الغريبة.
    عموماً سوق المهندسين البستانيين خصب وواعد.
    احببت ان اوضح الصورة الخاطئة عن المهندسين البستانيين.واتمنى لكم التوفيق

    ردحذف
  3. مشتاق .. أشكر لك تعليقك وإطراءك

    أما من ناحية استكمالا .. فهذا الموضوع تابع لسلسلة مقالية وهي "هكذا دحرجتني الحياة"

    المواضيع السابقة هي المواضيع التي كتبتها قبل هذا الموضوع وهي تقديم السلسلة وموضع لحقه وهو جاري أنت عزي ووقاري .. وكلها تجدها هنا بالمدونة .. وفي مجموعة أبونواف عندما تدخل إلى موقع شبكة أبونواف وتبحث عن اسمي .. ستجد المواضيع السابقة لي أيضا هناك

    طموح الصقور ..

    بخصوص خريجي الهندسة الزراعية بتخصصاتها مجال خصب .. ولكن عندما أتحدث عن الإشباع من المهندسين الزراعيين .. فأنا أشاهد أمامي أمثلة حية لمن تخرجوا منذ سنوات وبعد أن حاولوا بجميع السبل أن يحصلوا على وظيفة .. لم يتم لهم التوفيق بذلك .. فتوظف البعض منهم في وظائف لا علاقة لها بتخصصهم

    ردحذف
  4. ،


    مسآء الخير دحروج الفاهي ..وآسعد الله أوقآتك .. = )

    من يوم صحيت من النوم وقافله معآيا ع الآخر .. عندي آختبآر يوم الثلاثاء ماني عآرفه كيف ألم بالماده ولا عارفه وشلون آذاكرها ..

    المره الأولى عطيت هالماده حقها وذاكرتها من الجلده للجلده والنهاية طلع اني آخذت الطريقة الخطأ .. آنآ مدري وش تبي هآلاستآذه .. ولا آدري وش الأسلوب الصحيح الي اتبعه ،،

    والكتاب والأوراق قدامي ..ويآقلب لا تحزن !!

    بعض الآحيان يكون آمامنآ طريق واحد للنجآح ونتعرض للفشل والأحباط واليأس .. وهذآ آقسى شي ع الآنسان آذا كان يبي ينجح واخذ الطريق الصحيح ..وبالآخر فشل !!!

    متعة الفشل الآصرار ع النجاح وتحدي الذآت .. بس الآنسان بعض الآحيان يوصل لمرحلة Stop


    ويصير آسير صمت كآسر لكل آمل ..!!


    /

    تسلم يدينك ع هالكلآم .. وسجلني من متابعين مدونتك الرائعه .. = )

    فمآن الله

    ردحذف
  5. دودي

    لا تسمحي للفشل أن يوصلك لمرحلة ستوب

    تدرين متى تكونين معذورة انك تيأسين ؟

    لما تفشلين بعد مليون محاولة انك تنجحين

    شرط تعجيزي ؟

    هكذا هو النجاح .. يحسسك ان قدامك طريق مسدود

    وانه أصعب شيء بالدنيا

    لكن بمجرد ما تحققين هدفك

    تكتشفين ان ظنونك واعتقاداتك

    كانت أوهام وتعظيم للأمور

    الإنسان اذا بغى الشيء يسويه لو ثمنه العمر كله

    وانتي اذا بغيتي الشيء .. بتسوينه وانا متأكد من هالشيء

    وانتي بعد متأكده

    فلا توهمين نفسك انك محبطه .. حاولي وخلك عنيده ومصره

    ردحذف